} -->
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

الخميس، أغسطس 09، 2012

أطفالنا... الكتاب المناسب في الوقت المناسب

 الأربعاء, 01 أغسطس 2012 23:43 أ.د. ناصر أحمد سنه
عند رغبتنا في إحضار كتب مناسبة لأطفالنا، كيف نختار الكتاب المناسب للسن المناسب من عمر فلذات أكبادنا؟. ونحن نسعى لتوفير ما يحتاجه فلذات أكبادنا من طعام وشراب وملبس.. الخ لا يغيب عن بالنا كذلك توفير ما يغذي عقولهم. فتلك ـ أيضاًـ حاجة/ ضرورة مثل تلك الحاجات/الضرورات، فقد ينحو البعض إلى عدم إعطاء أي كتاب للصغير ريثما يكبر، ويدرك قيمته، ومن ثم يقوم بقراءته بنفسه غير عابث به كما قد يفعل في مراحل عمره الأولى.
لكن إذا ما عودنا صغارنا اعتبار الكتاب عنصرا من عناصر التسلية وإضفاء البهجة فسوف نغرس فيهم ملكة القراءة والانفتاح مستقبلا على عالمها الرحب الفسيح، وبخاصة أننا أمة المعرفة، والوحي المعصوم الخالد الذي صُدر بـ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق:1-5).
وتشير الدراسات إلى أن أطفالنا يحصلون على نحو 75% من معلوماتهم عن طريق البصر، و13% منها عن طريق السمع ، و6% منها عن طريق اللمس ، و3% منها عن طريق الشم ، و 3% منها عن طريق التذوق. وهم يضاعفون من قوة التعلم لديهم خلال النصف الثاني من عامهم الأول، وعلى مدى فترة طويلة من عامهم الثاني لتستمر معهم مدى الحياة.
فينبغي توفير الوقت اللازم للعناية بأطفالنا، ومشاركتهم سبل تواصلهم وتوسيع مدركاتهم ومنها اللعب والاهتمام باختيار لُعبهم المناسبة لأعمارهم، فاللعب قبل أن يكون وسيلة ترفيهيةـ وسيلة تربوية تعليمية وتثقيفية هامة في تعهد القدرات الثقافية العقلية لدى أطفالنا.
الكتب تتفق وميولهم وسنهم:  
تتباين درجات واتجاهات وميول أطفالنا فيما يتعلق بالكتب التي يريدون الاطّلاع عليها، وذلك حسب أعمارهم وهواياتهم ومستويات ذكائهم وإدراكهم، وبالمقابل لا ينبغي إرغامهم على القراءة عندما لا يحلو لهم ذلك فنحاول إقناعهم بأنها واجب ينبغي القيام به، أو إعطاؤهم كتباً لا تتفق مع ميولهم ورغباتهم.
أطفالنا من 8 أشهر- سنتين:
في هذه الفترة يتعرف الطفل على عالمه الواسع المحيط به. فيناسبه الكتب المغلفة/ غير القابلة للتمزيق، التي تحتوي على الصور المكبرة لما يراه ضمن محيطه. فالطفل عن طريق النظر ـ باهتمام وشغف ـ إلى الصور سيتعرف على خصائص الأشخاص أو الأشياء، وسيتعلم أن لكل شيء يراه اسماً.
وقد يعمد الصغير إلى: طي أو تمزيق أو إتلاف الكتب والصفحات والصور، أو وضع الورق بين شفتيه ومحاولة مضغها..أفعال تعتبر، بالنسبة له، مزيدا من التعرف الحسي/ والتواصل الفعال مع عالمه المحيط به، غير أن مداومة نهره ومنعه من ذلك قد يولد لديه رد فعل عكسي يتمثل في الكره والعزوف عن حب الكتب، ومن ثم يفتقد أسس ملكة القراءة اللاحقة.
لذا فمعاملته برفق، وتعليمه المحافظة والاهتمام بالكتب، وإعطائه المجلات القديمة وغير الضارة به، وتركه يفعل بها ما يشاء، وما يحلو له.
أطفالنا من 2-4 سنوات:
كتب من ورق مقوى... ومصورة. وصور الكتب تملأ الصفحة، وتذيل بقصة قصيرة أو أنشودة صغيرة بسيطة ومناسبة، نابعة من البيئة، وحيواناتها وطيورها وأشجارها الخ. كي تنمو العلاقات العاطفية والانفعالية، وتراكم الخبرات الحسية والذاتية بينهم وبين بيئتهم بصورة مستمرة وسليمة. ومن ثم يتم القيام بقراءة القصص والأناشيد للصغير، وأن يُقص عليه ما وراء هذه الصور والحكايات من وقائع وأحداث بسيطة، وقيم وتوجيهات سهلة يراد تراكمها وتمثلها لاحقاً.
كما ينبغي الابتعاد عن قص كل ما هو مؤثر مخيف أو باعث على الفزع مثل الحكي عن الذئاب المفترسة، ووحش تحت السرير، وعفريت في دولاب الملابس، وثعبان يلتوي يهاجمهم، وساحرة شريرة تتعقبهم. وبث الرعب من الصراصير والفئران أو من الظلام، أو إخافتهم باستدعاء العسكري أو الحرامي أو الغول أو إعطاءه حقنة، أو تركهم لمشاهدة أفلام مرعبة أو خرافية قاسية الخ. مما يهيّئ تسريب الخوف/ المخاوف إلى نفوس أطفالنا.
فضلا عن أن تزيد مما لديهم من مخاوف قاموا بخلقها وتخيّلها بأنفسهم، فتزوّرهم أطياف تلك المخاوف ليلاً في أحلامهم فتنقلب إلى "كوابيس مزعجة"، يضيع معها هناء النوم الصحي.
أطفالنا من 4-6 سنوات:
في هذه المرحلة ينمو ذهن وخيال أطفالنا بقوة، ويبدؤون في تحديد ميولهم، وتظهر رغباتهم واهتماماتهم بالمجلات الأسبوعية/ الشهرية الخاصة بهم، والتي تحوي العديد من القصص وأبواب القراءات التاريخية والعلمية، ونواحي التأمل في الطبيعية والمخلوقات وكذلك أنواع الألعاب المختلفة والتسالي و"الفوازير". فيلزم الإجابة الدائمة والمناسبة والبسيطة عن أسئلتهم الخاصة بمناشط حياتنا اليومية وأثناء القيام بها. وينبغي توفير كتب ومجلات تتسم بالوضوح والصفاء والألوان الزاهية، وتوفير ما يساعده على رسم بعض الصور وتلوينها وتنمية ذكاءاته في الألعاب الخاصة بذلك...
صفوة القول:
ليست القراءة والتطواف عبر الصفحات من الأمور الخاصة بالكبار فقط. فإذا أردنا أن ننمي مواهب أطفالنا الثقافية فلابد من البدء معهم منذ الطفولة الباكرة. ومن المعلوم أن الحواس هي مُدخلات العلم والمعرفة، وهي المسؤولة عن تشكيل المدركات والأفكار وتنشيط عمليات التفكير والتدبر، وعليه تقع مسؤولية توجيه حواسه. فينبغي ـ بجوار توفير المتطلبات المادية التي تبني وتغذي أجسام أطفالناـ تهيئة الظروف الأسرية والبيئية التي يسودها الاستقرار النفسي والاجتماعي، الباعثة على تغذية وتنمية ملكات التثقف والوعي والتأمل والتدبر والاستيعاب والثراء الفكري.
فكُـتب أطفالنا كأطعمتهم، وعمليات تربيتهم وتنشئتهم ـ المباشرة وغير المباشرة ـ يلزمها تعهدهم بالحب والرعاية، ومتابعة أنشطتهم العلمية والتعليمية، واستثمار وتوجيه أفكارهم لحسن التحكم في سلوكياتهم. فالطفل نتاج وراثته، وهو ابن بيئته، فباستثمار هذين الجانبين نحقق لفلذات أكبادنا نموا بدنياً ونفسيا وعقلياً وفكريا؛ صحياً وسليماً.
المصدر: موقع صيد الفوائد 
                                          
                                                                                             رفعها لكم أبو جواد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء عدم كتابة كلمات مزعجة

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
-