} -->
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

الثلاثاء، مارس 19، 2013

المحفظة المدرسية... في قفص الاتّهام !

تُمثّل المحفظة عبئا كبيرا على الأطفال، فغالبا ما نراهم يُعانون يوميا من مأساة حمل الأثقال صباحا وعند العودة من المدرسة معلّلين ذلك بجدول اليوم الدّراسي المكتّظ بالموّاد، الأمر الذي يُقوّس ظهُور الأطفال مع الوقت إضافة إلى مشاكل صحية أخرى.
وفي هذا الشأن أكدت إحدى الدّراسات الأمريكية لجمعية العناية بالظهر الأمريكية Balckare أنّ نصف أطفال المدارس معرّضون للإصابة بآلام في الظهر عند بلوغهم سن الرابعة عشرة "14"، وأشارت دراسة أخرى إلى أنّ الفتيات أكثر عرضة للألم من حمل المحافظ المدرسية على الكتفين، مؤكدةً أن ارتفاع حدّة الألم يبدو أكثر ارتباطا بسّن ووزن التلميذ، وأثبتت هذه الدراسة أنّ ألمَ حمل المحافظ بسيط ومؤقت، وحسب هؤلاء الباحثين فإنّ بمقدور العمود الفقري أن يتحمّل دون مضرّة وزنا ثقيلا لمدّة قصيرة، وأظهرت الدراسة كذلك أنّ حمل محفظة ثقيلة الوزن يؤثر كعامل مضاعف لألم الظهر وليس كعامل موّلد له.
من جهة أخرى أوضحت أبحاث طبية أُجريت بجامعة واشنطن الأمريكية على عينة عشوائية من الأطفال، تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والثامنة عشرة، اضطرت نسبة معتبرة منهم إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج نتيجة تأثرهم بإصابات في الظهر والعمود الفقري من جراء الأثقال والأعباء التّي تلقيه محفظة المدرسة الثقيلة على ظهورهم.
وبدورها تنصح الأكاديمية الأمريكية لجراحي العظام أولياء الأمور بضرورة الانتباه إلى ثقل المحفظة المدرسية التّي يحملها الأطفال على ظهورهم، مشّددّة ًعلى ما تُسبّبه من مشكلات صحية خطيرة على سلامة العمود الفقري في مراحل متقدّمة من أعمارهم، وشددّت الأكاديمية في معرض أحدث تقاريرها الصادرة في هذا الصدد أن آلام الظهر البسيطة التّي قد يعاني منها الطفل قد تعّد مؤثرا هاما وأوّليا للمشكلات الصحية التّي قد يعاني منها فيما يتعلّق بالعمود الفقري والعظام فيما بعد.
وللإشارة فإنّ المشكلات الصحية التّي تسبّبها المحفظة تصنّف طبيا في ما يُعرف ب: "les attitudes scoliotiques" "مَيلان كتف عن كتف ظاهر للعيان" و"تأثيره على وضعية الجلوس نظير اعوجاج الكتف"، ولا يجب أن نُغفل التأثير النّفسي الذي يُحدثه هذا الثقل على نفسية التلميذ وبالتّالي تحصيله المدرسي والمعرفي، حينما يلجأ إلى التحايل على هذا الحمل الثّقيل فنجده لا يُحضر أدواته لا لشيء إلا للإنقاص من وزن المحفظة.
تدابير وقائية لا بدّ منها:
ولتفادي هذه الآلام يُشدّد الباحثون على ضرورة اتخاذ تدابير وقائية عند التلاميذ هذه التدابير يتقاسمها كلٌ من المؤسسة التّربوية وأولياء الأمور، إضافة إلى الطبّ المدرسي الذّي يساعد كثيرا في تشخيص بعض معاناة أبنائنا الصحية التّي قد يغفل عنها حتّى المقرّبون منهم.
التخفيف من السمنة باعتبارها من بين المسبّبات في اعوجاج العمود الفقري (خروج البطن يسبّب في اعوجاج الظهر) وتوفير حمية غذائية مناسبة، ومحاربة الكسل والخمول وعدم الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر أو التلفزيون، لذلك نجد الدول الأوروبية تُراعي أن لا يزيد وزن المحفظة "الحقيبة المدرسية " عن 2 كيلوغرام على الأكثر، في الوقت الذي يحمل فيه تلميذنا العربي من 6 إلى 15 كيلوغرام من الكتب يوميا....... !!!
ويؤكد الخبراء أيضا أنّ وزن المحفظة غير المؤذي للطفل "التلميذ" هو ما لا يزيد عن 10 بالمئة من وزنه، وأكدت الدراسات الدُولية أنّ وزن المحفظة المدرسية المناسبة للطفل يجب أن يقدّر وفقا لوزن الطفل نفسه، وللتّغلب على هذه المعاناة اليومية التّي تُلاحق تلاميذنا وأطفالنا، على الآباء اختيار المحفظة المناسبة لابنهم وفقا للمواصفات الصّحية الآتية:
1- أن تكون ذات دعامة قطنية سميكة من الناحية الخلفية، وذلك لتوفير الدعم للعمود الفقري.
2- أن تكون لها حمالات أكتاف قطنية عريضة كي لا تؤذي الكتفين.
3- مزوّدة بحزام متصّل بالحمالات يُربط حول الخصر لتوزيع الثقل على أجزاء الجسم.
4- مراعاة حجم المحفظة بالنسبة لعمر الطفل.
ولا يجب أن ينساق الوالدان وراء رغبة ابنهما في اقتناء محفظة "حقيبة" تلاءم الموضة حتى ولو لم تكن تحمل المواصفات سابقة الذكر وذلك لتجنّب تضرر العمود الفقري لطفلهما.
"المشكلة كلّها في الثقل، هذا الأخير عبارة عن حُمولة، هذه الحُمولة يتمّنى الآباء ونتمنى نحن معهم أن تكون في عقول أبناءنا وليس وزرا على أكتافهم الصغيرة".
* المكلّف بالإعلام في المدرسة العلمية الجديدة -الحميز-.
نقلا عن موقع : veecos

هناك تعليق واحد:

الرجاء عدم كتابة كلمات مزعجة

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
-